أضرب منذ الساعة الواحدة وخمس عشرة دقيقة من بعد زوال يوم أمس سوّاق القطارات عن العمل على كل الشبكة الحديدية(الخطوط البعيدة وخطوط الأحواز الجنوبية وأحواز الساحل) ما أصاب حركة جولان القطارات بشلل تام كامل مساء أمس وترك آلاف المسافرين في التسلل، وذلك على خلفية نقل زميلهم علي العبيدي من مستشفى شارل نيكول إلى السجن يوم أمس.
وقالت مصادر نقابية لـ»الصباح» إن الإضراب كان عفويا ولم يتم برمجته، وحصل مباشرة إثر تلقي السواق خبر مفاده نقل زميلهم من المستشفى حيث كان يرقد منذ إصابته بكسور بليغة في ساقيه إثر حادث التصادم بين قطار الأحواز الجنوبية وأحد قطارات الخطوط البعيدة على مستوى محطة الأرتال ببئر الباي نهاية سبتمبر الفارط إلى السجن دون استكمال الأبحاث أو توجيه أي اتهام رسمي له.
وأضاف مصدرنا أن الإضراب سيتواصل ما لم يتم التدخل لفائدته وتركه بحالة سراح خاصة وأنه لم يتماثل بعد للشفاء التام.
من جانبه أفادنا السيد نجيب الفيتوري الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية في اتصال هاتفي معه في حدود الساعة السابعة من مساء أمس أن سوّاق القطارات أضربوا عن العمل بصورة مفاجئة تضامنا من زميلهم الذي تمّ إيقافه مضيفا ان مسؤولي الشركة بصدد التفاوض معهم بالتنسيق مع سلطة الاشراف والاتحاد العام التونسي للشغل لإيقاف الإضراب وعودة حركة القطارات إلى طبيعتها.
انتظارات...وزحام
وشهدت عدة محطات ازدحاما كبيرا وانتظار المئات من المسافرين الذين غيّر بعضهم وجهته نحو وسائل نقل أخرى منذ انطلاق الإضراب، وقد رصدت»الصباح» انطباعات بعض المسافرين... يقول فوزي:» كان من المفترض أن أستقل القطار على الساعة الثالثة وأربعين دقيقة باتجاه نابل ولكني فوجئت بتوقفه شأني شأن المئات من المتوجهين إلى مختلف المدن الأخرى... ما حدث غير معقول... القطارات مرابطة بالمحطة... المسافرون في حالة غضب وهيجان ينتظرون الانفراج الذي طال(الساعة الخامسة والنصف مساء).
أمّا آمال فتقول» منذ أكثر من أربع ساعات وانا أنتظر... جئت إلى هنا لأستقل قطار الواحدة و35 دقيقة نحو سوسة ولكن أعلمونا ان حركة القطارات متوقفة دون ان يحددوا لنا موعدا لاستئنافها... أي مصير لي...ماذا سأفعل؟»
من ناحيته قال منير أن»المحطة تحوّلت إلى مسرح للملاسنات والمشادات بين المسافرين الغاضبين والمسؤولين... كان علي العودة إلى سوسة بعد انتهائي من العمل ولكني فوجئت بتوقف حركة القطارات» ويضيف قائلا:»العمل النقابي منظم وليس بهذه الطريقة نتعامل مع الاحداث... ليس بالإضرار بمصالح آلاف المواطنين».
إعادة ثمن التذاكر
ويذكر أن إدارة الشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية قرّرت إعادة معلوم التذاكر للمسافرين حين تقدمهم إلى الشبابيك والاستظهار بتذاكرهم، وقد تمّ الإعلام عن هذا الإجراء عبر مكبرات الصوت داخل مقر محطة تونس التي شهدت مساء تعزيزات أمنية مكثفة كما وفرت عدّة حافلات لنقل المسافرين.

