أثبتت العديد من الدراسات أنّ للصوم الكثير من الفوائد النفسية، وأول هذه الفوائد إنماء الشخصية بما يعني النضج وتحمل المسؤولية، والراحة النفسية. كما يعطي الصيان الفرصة للإنسان لكي يفكر في ذاته، ويعمل على التوازن الذي يؤدي إلى الصحة النفسية، وبالطبع فإن الصيام يدرب الإنسان، وينمي قدرته على التحكم في النفس وتصبح كل ميولاته خاضعة لارادته.
يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في هذا الإطار (الصيام جُنّة ، فإذا صام أحدكم فلا يرفث ولا يجهل وان امرؤٌ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم إني صائم ) رواه البخاري. ويشير الدكتور خالد سعد النجار في دراسة حول الصوم والصحة النفسية إلى أنّ الصيام موجود في كل الأديان وكل الأديان تحبذه؛ لأن في الصيام تعزيز للإيمان. صحيح أن نوعية الصيام تختلف من دين إلى دين إلا أن الصوم يهب الإنسان السكينة والهدوء والخشوع والتغلب على الملذات، والاتجاه إلى الله.
وفضلا عن فوائده النفسية فقد أظهرت دراسة أجراها باحثون من معهد القلب في مركز انترماونتن الأمريكي مؤخرا، أنّ الصيام على الطريقة الإسلامية يحفز على استهلاك الدهون المخزنة في جسم الإنسان، مما يحد من خطر الإصابة بأمراض الشرايين والسكري.
بل إنّ فوائد الصوم تجتاز ذلك فتعدّل مستوى الكوليسترول في الدم، إذ أثبتت الأبحاث العملية أن الامتناع عن تناول الطعام لساعات طويلة خلال اليوم ولمدة شهر كامل يقلص أسباب الإصابة بالأمراض المذكورة، كما يحد من زيادة الوزن وكذلك من ارتفاع معدل الغلوكوز والسكريات الثلاثية في الدم.
وشرح المتخصص بالأمراض القلبية والجينية في المركز، البروفيسور بنيامين هورن بطريقة علمية بسيطة ان الصوم يحفز إفراز المزيد من الكوليسترول كي يحصل الجسم على الطاقة الضرورية، مما يؤدي إلى استهلاك الدهون.